فلاح علي كرسي العرش

٢٠٠٨/٠٧/٢٤

إلي بنفسجة صغيرة ذبلت علي ذراعي

قد أكون خريفا مستديما يعصف بمن يأتي عليه
يسقط أوراقه ويذبل خضرته يمحو ألوان ثماره ويعطب ما تساقط منها
شجرة توت هي أمك الثانية
عندما تهرب من الجميع
تصعد علي أكتافها بصعوبه هي تقدر أن ترفعك أو تدني إليك أغصانها ولكنها تريد أن يشتد ذراعك فتصنع لك سلم غير مكتمل من نتوءات في خصرها تصعدها واحدة تلو الأخري فإن خانتك قدماك هي لا تخونك وتمد يدها لك لتلتقطك أو تأمر جذورها أن تجعل تحتها سلاما وبردا علي جسدك الضعيف
تغفو أحيانا فتسدل عليك اوراقها وتدثرك بحرير قزها وتهدهدك
فإن تأخرت تداعب قدميك لتستيقظ ببهجة ثمارها قد سقطت علي وجهك
تلون شفتيك بنبيذ ثمرها وتطيبك بعطر إبطيها
--------------

توتة عند الساقية القديمة ألفت أن تشاهد العالم من شرفات أغصانها
توتة أراكي عند مروري بها كل حين
نوحك هو أنين الريح علي أغصانها
ولونك هو لون صفرة رأيته في أوراقها
وقبل رحيلي ذهبت إليها

فما وجدت منها إلا جذع قد قضمته الناس بأسنانهم وكفنوه بالنار
-----------
ها أنتي الآن تطلين علي من خلف صحراء البعد وقساوة ملح بحر بعيد
الآن تقتلني المسافة ويقتلني شوق سجين في أرض مقحلة
الآن يجفوني كل شئ سوي صورتك القديمة وصوت حواه بكاؤك الأخير